كل نهرٍ يحاول أن يلمس القاع
كل الينابيع إن لمست جدولًا من جداولها .. تختفي
وهي .. لاتكتفي
فاركضي أو قفي
كل دربٍ يقودُك من مستحيلٍ إلى مستحيل!
لسنا في مزيج مجرد أكاديميين أو عاملين بالتدريس والكتابة والترجمة، بل أولئك الذين يعايشون المعرفة الإنسانية ويتخذونها أسلوب حياة وممارسة يومية. شهدنا طوال رحلتنا العديد من التجارب التي تتعلق بإشكاليات الإنسان والمجتمع العربيين واحتياجاتهما وتطلعاتهما.
وفي كل طريق مشيناه؛ وجدنا دائمًا خيطًا ما يهدينا إلى أن ننظر في المرآة مرةً بعد مرةً؛ متفحصّين: من نحن؟ ما الذي آل بنا وبعالمنا إلى هاهنا؟ وتضافرت كل الخيوط لترينا شدة فاقتنا إلى "أن نعرف"، وإلى أن نكفّ عن الوثوقية وهتاف الألتراس وصخب المجريات أمام ألف زاوية وزاوية تشكّل الموضوع الواحد!
وهو ما ألهمنا أن تكون Mazeej مساحة ثقافية وتعليمية مشغولة بالعلوم الاجتماعية؛ تتقصد تقديم تجربة قراءة أصيلة للظواهر النفسية والاجتماعية التي تتحدث عنها الجماهير العربية يوميًا.
يتركز عملنا على تحويل المعارف والمفاهيم إلى مرايا تسمح لجمهورنا بتحليل مجريات حياتهم وسياقهم واصطحاب العلوم في رحلة الحياة اليومية.
يشغلنا في مزيج تزويدك بطرق البحث والتفكير والتأمل والنظر والقراءة وفهم الأشياء والسلوكيات والظواهر حولنا وتفسيراتها،وتزويدك بـ(كيف) أقرأ وأفكر وأفهم؟ لا (ماذا) لكي تتجنب قوالب التفكير الثنائية وزاوية النظر الأحادية، ولننشغل بفهم ما وراء سلوك أو ظاهرة تشكلت، دون أن نولي اهتمامًا بالحكم عليها أو اتخاذ موقف منها؛ فذلك هو اختيارك أنت.
أن تصير "المعرفة" ثقافة شعبية وسلوى كل مسافر.
مساهمتنا نابعة من ايقاننا بأن المعرفة شرط إنسانية الإنسان و مرآتنا نحو رؤية العالم بمنظور أشمل. نحن نفكر ونتساءل و نتبع هواجسنا و تأملاتنا على اختلافها وتناقضها. ولذلك فإن حاصل أفكارنا مزيج.
نؤمن بأن المعرفة شرط تحقيق إنسانيتك، ونرى أن الوصف والتحليل والتفسير سيغيّرك أنت أولا؛ يغيّر زوايا نظرنا لكل شىء، وبالتالي يغير مواقفنا من الحياة ورؤيتنا للعالم. المعرفة هي قوة الإنسان العظمى.
التفاعل التجادلي بين المتناقضات يكون كل شيء حولنا في ديمومة لا تنقطع، ولذلك فإن من التناقض يتولد الإنسان والمجتمع والعالم. وجميعهم يطوي صدعًا لا يمكن حله أو تسويته.
فمضمون الأشياء وتكوينها هو مزيج؛ لا ينضبط ولا ينسجم ولا يَطَّر
الإنسان يتغير والمجتمع يتغير واللغات تتغير والعلوم تتغير والعالم كله يتحرك و"يَصِير"؛ لا يثبُت أو يتصلب.
نؤمن بأن الأخطاء شرط التعلم والنضج والترقي؛ فكلما نغلط كلما نفهم، وكلما نغلط كلما نقترب، وكلما نغلط كلما تعظُم خبراتنا.
الغلط ليس عيبًا ولا نقصًا؛ فتاريخ أي علم هو تاريخ أخطائه وتراكمها.
الحياة وما فيها ومن فيها لهم طبائع أصيلة من: التداخل والتعقيد والتناقض، لذلك علينا ألا نقرأ الحياة سطحيًا أو شكليًا أو صوريًا، بل بمنظور معرفي متعمق ومتعدد زوايا النظر؛ فلكل شىء أبعاد متنوعة ومتغايرة .. ليست مجرد نُسخًا.
ليست اليونان مركز الفلسفة، ولا أوروبا مركز العلوم الاجتماعية، ولا أمريكا مركز الحضارة، ولا الغرب مركز "العلمية"، ولا كذلك العرب مركز في شىء من هذا. إنما كل منتج بشري هو تراكم وإسهامات وتعدد في النشأة والتكوين وتجاوز في الصيرورة؛ فلا مركز وهوامش، إنما هي أيام دُوَل وسياقات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية حتى نتمكن من عرض هذا الموقع وفهم كيفية استخدامه بشكل أفضل ، بهدف تحسين الخدمات التي نقدمها. إذا واصلت التصفح ، فإننا نعتبر أنك قبلت ملفات تعريف الارتباط.