تشبه الحياة خشبة المسرح، حين نُولد يفتح لنا الستار ونُعطى رزمة من الورق كُتب فيها دورنا الذي يحدده مكاننا من الحياة، ومكانتنا في الأسرة، ووضعنا في المجتمع، وأفق الحركة المُتاح لنا. يرسم دورنا المكتوب وأدوار الآخرين صورة التفاعل المفترضة، والعلاقات مع أولئك الذين يشاركوننا نفس خشبة المسرح، أي نفس المحيط الاجتماعي والحقبة الزمنية. أما الحوار المكتوب في أوراقنا فما هو إلا تفاصيل الدور الذي يفترض بنا القيام به؛ فهو السلوك المرسوم المتوقع أن يؤديه شاغل الدور. ينظر الابن إلى أبيه كطوق الأمان الذي يحميه من مخاطر الحياة، ويوفر له الملاذ المادي والمعنوي. ومع ذلك، يتطلع الابن في الوقت ذاته إلى تكوين شخصيته المستقلة عن أبيه، ويسعى لاستكشاف الحياة بنفسه وتجربة كل جديد، ولا يريد الاعتماد على تجارب أبيه في هذا الصدد. كما يرغب الابن في الاستفادة من تجاربه الخاصة وفهم الحياة بطريقته، وربما يرفض بعض التحذيرات التي يقدمها له والده، فهل باتت الفجوة بينهما عميقة للغاية ولا يمكن تجسيرها؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية حتى نتمكن من عرض هذا الموقع وفهم كيفية استخدامه بشكل أفضل ، بهدف تحسين الخدمات التي نقدمها. إذا واصلت التصفح ، فإننا نعتبر أنك قبلت ملفات تعريف الارتباط.