يقع الحب دومًا كنقيض للفراق لكن هل يمكنهما أن يجتمعا شعوريًا وأن يكونا متلازمين، بين طيات هذا الكتاب دراستين قد يظهرا أنهما متناقضتين فالأولى فكرة سبينوزية عند لاكان أو بالأحرى فكرة لاكانية عند سبينوزا. وهي ما يسميه لاكان باستعارة الحب حيث توجد في كل علاقة حب لحظة حاسمة، عندها يولد الحب بأتم معنى للكلمة، تولد دراما الحب، وتصير علاقة الحب جديرة باسمها، وهي اللحظة التي يتحول فيها المحبوب إلى مُحِب. فمتى تقع هذه اللحظة؟ ولماذا لا تقع في كل علاقة حب؟ ما معنى أن أحِب؟ وما معنى أن أحَب؟ ما الذي يجعلني أقع في حب محبوبي؟ وما الذي يجعل محبوبي يبادلني الحب؟ ما الذي يجعل علاقة الحب، أي علاقة حب، عسيرة؟ تقدم الدراسة التي بين أيدينا أجوبة سبينوزية على هذه الأسئلة اللاكانية.
وعلى جانب أخر بالدراسة الثانية يُحدثنا أرون شوستر عن الخروج من الحب؛ فالجميع يتكلم عن إقامة علاقات الحب، لكن لا أحد يتكلم عن نقضها، قطعها، فسخها، إنهائها. الحب موضوع عزيز على قلوب الفلاسفة، فمن اليسير أن يعثر المرء، في التصانيف الفلسفية، على فلسفة للحب، بينما من العسير أن يعثر على فلسفة للفراق، للهجر، للقطيعة. يرمي آرون شوستر في هذه الدراسة إلى ترجيح كافة الميزان الفلسفي ناحية الفراق لا الحب؛ أن يطرح، ولو لمرة، فلسفة للخروج من الحب لا للوقوع فيه، فلسفة للفراق والهجر لا للوصل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية حتى نتمكن من عرض هذا الموقع وفهم كيفية استخدامه بشكل أفضل ، بهدف تحسين الخدمات التي نقدمها. إذا واصلت التصفح ، فإننا نعتبر أنك قبلت ملفات تعريف الارتباط.