تقدم "مزيج للنشر والتوزيع" كتاب "كيف يعمل الخوف؟؛ ثقافة الخوف في القرن الحادي والعشرين": إن مصطلح "ثقافة الخوف" هو مفهوم حديث نسبيًا، يعود إلى التسعينات، بيد أنه مصطلح أعرب وأفسح التعبير عن حساسية موجودة سلفًا ومتغلغلة متعلقة بالقلق واللايقين. والحال أن ردود الفعل الراجفة والمقلقة على مخاوف عدّة- كوباء الإيدز، والأطفال المفقودين واعتداء الشعائر الشيطانية وانتشار الجرائم والتلوث- إنما أشّرت إلى أن المجتمع قد غدا متمرسًا حول تشجيع وتعزيز مناخ من الخوف ويرعى ميولًا نحو الذعر والخوف، وقد بات القلق من التهديدات الكبرى يناظره في الجهة الأخرى قلق مستمر حيال المخاطر الأكثر ابتذالًا وعادية للحياة اليومية. فالآن،تخضع نظم الحمّية (الدايت) وأنماط العيش وأساليب تربية الأطفال، حذو النعل بالنعل مع عشرات من السمات الأخرى العادية للحياة، إلى تدقيق والفحص للتوصل إلى المخاطر التي تطرحها على البشر. وأضحى الخوف نمطًا معيشيًا، حد أن النقاش نادرًا ما صار يطرح حول ما إذا كان يجب أن نخاف أم لا، وإنما يطرح حول من وما يتوجب أن نخاف منه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية حتى نتمكن من عرض هذا الموقع وفهم كيفية استخدامه بشكل أفضل ، بهدف تحسين الخدمات التي نقدمها. إذا واصلت التصفح ، فإننا نعتبر أنك قبلت ملفات تعريف الارتباط.