تقدم "مزيج للنشر والتوزيع" كتاب "رفائيل؛ صحائف سن العشرين": ليس رفائيل اسم ذلك الصديق الذي كتب هذه الصفحات، وإنما هوعلمٌ كنا كثيرًا ما نطلقه عليه مزاحا ودعابة، لأنه كان وهو في صدر شبابه ورونق يفاعته شديدَ الشَّبَه بصورة لرفائيل وهو غلام، تجدها بروما في إيوان بَرْبَريني وبفلورنسا في قصر بِتَّى، وبفرنسا في متحف اللُّفْر. كذلك كُنا ندعوه بهذا الاسم لأن أخص صفاته، وأظهر مميزاته، شعور قوي بالجمال في الطبيعة والفن، حتى لكأنَّ نفسه مرآة للجمال الحسي أو المعنوي المبثوث فيما خلق الله وفيما صنع الإنسان. ومرجع ذلك فيه إلى حساسة بارعة كادت تبلغ حد المرض لولا أن كف من غَرْبها الزمن؛ فكنَّا نقول إن به مرض السماء، إشارة إلى ما يسمونه مرض الوطن، وهو ما يأخذه الغريب من الوحشة والهَمِّ لفراق سكَنه ووطنه. وكان يوافقنا على ذلك في ابتسامة رقيقة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية حتى نتمكن من عرض هذا الموقع وفهم كيفية استخدامه بشكل أفضل ، بهدف تحسين الخدمات التي نقدمها. إذا واصلت التصفح ، فإننا نعتبر أنك قبلت ملفات تعريف الارتباط.