أسست الحركة الصهيونية البنى التحتية لمشروعها الاستيطاني في فلسطين قبل إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 بوقت طويل، مستغلة ضعف الإمبراطورية العثمانية في النصف الثاني من القرن الـ 19 وبداية القرن العشرين.فقد استقوت الحركة الصهيونية ببريطانيا التي دخلت فلسطين عام 1917 بفضل الشريف حسين (خائن العرب الأول بالعصر الحديث) وأتاحت بريطانيا للجماعات اليهودية منذ ذلك التاريخ بناء مؤسسات تعليمية وصحية، وهيئات زراعية وصناعية، ومصارف وجمعيات واتّحادات عمالية، إلى جانب الميليشيات التي راكمت الخبرات العسكرية من الحربين العالميتين ومن الجيش البريطاني، إلى أنّ أصبحت تشكل معًا "جيش إسرائيل النظامي" بعد النكبة.وانبثقت عن الحركة الصهيونية قبل النكبة عدة مؤسسات تخدم مشروعها أهمها الوكالة اليهودية، والجمعية اليهودية للاستعمار بفلسطين، وصندوق الائتمان اليهودي، والصندوق القومي اليهودي.
اليهودية : هي دين من عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا الدين أنبياء كثر وأتباع كثر، وأنزل الله على موسى عليه السلام كتاب التوراة، وهو كتاب سماوي نؤمن أنه منزل من عند الله سبحانه وتعالى، لكن المشكلة الكبيرة أن هذه التوراة حرفت تماماً، وبدل فيها الكثير، ومن ثم أصبح من المستحيل معرفة ما جاء في التوراة إلا ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جاء في التوراة كذا أو كذا، واليهود الذين يدينون باليهودية مشتتون في بقاع كثيرة من الأرض، وابتُلي المسلمون مؤخرًا بتجمع بعضهم في فلسطين.
أما عن الصهيونية: فهي حركة سياسية تهدف إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، قائمة على الوحشية والعنف وتأخذ اسمها من جبل صهيون المقدس عند اليهود والموجود في فلسطين على حد أكاذيبهم، والصهيوني: هو الذي يرغب في العودة إلى جبل صهيون (أرض الميعاد) حتى يقيم فيها دولة، ويرى اليهود الصهاينة أنه لا يكفي مساعدة اليهود في الرجوع إلى فلسطين حتى تكون صهيونيًا، بل لابُد من العودة بنفسك إلى فلسطين حتى تنال هذا اللقب، وكانت "جولدا مائير" تقول: ليس اليهودي الفرنسي واليهودي الأمريكي واليهودي الإنجليزي بصهيوني، إلا بعد أن يحزم حقائبه ويذهب إلى إسرائيل، ومن ثم فجميع اليهود الذين يستوطنون في فلسطين صهاينة، وكثير من اليهود الذين يعيشون خارج فلسطين لا يطلق عليهم صهاينة، حتى ولو كانوا يساعدونهم بالمال والرأي.
نستعرض فى هذا المقال اراء المؤرخين الاكاديمين الاسرائلين المعادين للصهيونية ؟
أولًا: "اْفى شلايم" : هو مؤرخ يهودي عراقي يحمل الجنسيتين البريطانية والإسرائيلية، أستاذ علاقات دولية في جامعة أُكسفورد، وأحد المؤرخين الجدد.
يعرف "أفى شلايم" نفسه بانه عربي يهودى ويفند الفلسفة الصهيونية التي رسخت في العقول انك اذا كنت عربيا فلا يمكن ان تكون يهوديا ولو كنت يهوديا لن تكون عربيا، لأن الصهيونية اعتمدت في روايتها على مغالطة منطقية دقيقة جدا وهى (أن الصهيونية ترادف اليهودية ولا فرق بينهما) وبما أن الصهوينة تقوم على العنصرية فقد تم إنشائها وتبنيها من قبل اليهود الأوروبيين (الأشكيناز) والذين ينفصلون ثقافيا إلى حد بعيد عن اليهود ذوى الأصول العربية (السفرديم) ، فاسرائيل صُنعت من قٍبل الاوربين عامة واليهود الاشكيناز خاصة الذين لطالما نظروا لليهود العرب (السفارديم) بنظرة اشئمزاز، وحيث أن آفي شلايم من أصل عراقي فيلاحظ أن يهود العراق يمثلون فئة كبيرة من المجتمع الاسرائيلي حاليًا فقد تم تهجير اليهود بشرط ان يقوموا بترك أموالهم ومتعلقاتهم في عهد نوري سعيد ، وقد كان ذلك بمثابة الدفعة البشرية لاسرائيل حيث كانت تلهث وراء القوة البشرية منذ عام 1948 م
يتابع افى شلايم أنه اذا كنت يهوديا عربيا فى اسرائيل وتحدثت بالعربية وسمعك الاخرين فإنهم ينفرون منك حيث أن الغرض من وجود اسرائيل هو ايجاد مكان امن لليهود والصهاينة العبرانيين وحدهم ،فاسرائيل هى مشروع استيطاني استعمارى لبيرالي أنشأته الصهيونية العبرانية ولذلك جاء متسقًا مع اللبيرالية البريطانية واصبحت فلسطين ضحية لهذا المشروع واكتمل بذلك وعد بلفور .
ويضيف شلايم أن أكاذيب اسرائيل هى التي جعلتها تحيا بقوة إلى الأن وأهم تلك الأكاذيب أكذوبتين الأولى أن الفلسطنين باعوا ارضهم ويدلل أنه تم ارغماهم على ترك ارضهم فكيف لفلسطين ان تظل فى حرب لـ 30 عام طالما هم من البداية تخلو عن ديارهم، والأكذوبة الثانية أن اسرائيل دائما تبرر وتدعى انها تلجأ الى المفاوضات ولكن يقابلها التعنت العربي الذي تم ابتداعه من خلالهم وتخرج النتجية انها لا تجد جدوى من التفاوض .
يفند ايلان بابيه الخرافات الأساسية التي قامت عليها الصهيونية واشتد عودها، تلك الخرافات التي لطالما قامت بترغيب الأوربيين للإنتقال والمعيش بفلسطين، فحينما أدعوك للإنتقال لبلد ما فلن أبلغك أنك ذاهب لتحارب فيها مثلًا أو أنك ستحتل أرض لأناس أخرين وتقمعهم وتذبحهم لذا شكلت تلك الخرافات الطابق الأول في البناء الصهيوني لإجتذاب القوة البشرية:
يتابع بابية فى احد الكتب التى نشرت له وهو "فكرة إسرائيل " وقد عبر فيه عن (ماهية الفلسطيني) في الفكر الصهيوني، يقول إن حركة التأريخ الصهيونية دأبت، نحو ترسيخ اعتقاد خطير جدًا وهو ( أن مقاومة الفلسطينيين للوجود الصهيوني في فلسطين هي ممارسة للإرهاب) . ويعبّر عن ذلك الرأى الصهيوني كتاب للمؤرخة الإسرائلية "أنيتا شابيرا"وقد حمل عنواناً شعرياً هو "سيف الحمامة"، في إشارة إلى التردّد في استخدام العنف ضد الإرهاب الفلسطيني المتزايد على حد زعمهم؛ وقد يكون الكتاب تفسيرًا لعبارة قالتها غولدا مائير: "إننا لن نسامح العرب على ما أرغمونا على فعله بهم".
كشفت وثائق اسرائيلة عن الاجتماعات السرية التى تمت بين الملك عبدالله بن الشريف حسين و"غولدا مائير" لضم أحد المناطق التابعة للضفة الغربية الى المملكة الاردنية الهاشمية مقابل مساعدات لدعم اسرائيل فى الاستيلاء وتقسيم أراضي فلسطين، كما تم إخبار اسرائيل عن النوايا المصرية السورية بشأن الحرب العربية عام 1973 من قِبل حفيد عبدالله وهو الحسين بن طلال .
وخاتمة القول أن إحياء اسرائيل بالأكاذيب لم يكن بمفرده كافيُا لبعث الدماء في شرايينها ولكن ذلك حدث بمساعة قوية من قٍبل الحكام العرب الطامعين دومًا أن يناصرهم الإحتلال على قمع شعوبهم وتلتقي المصالح دومُا ولا عزاء للثوار.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية حتى نتمكن من عرض هذا الموقع وفهم كيفية استخدامه بشكل أفضل ، بهدف تحسين الخدمات التي نقدمها. إذا واصلت التصفح ، فإننا نعتبر أنك قبلت ملفات تعريف الارتباط.