تقرير: هل تؤثر علاقاتنا على صحتنا النفسية؟

2023-10-22

تقرير: هل تؤثر علاقاتنا على صحتنا النفسية؟

في بحث علمي نُشر قريبًا في عام 2023 بواسطة  (Bühler) وباحثون آخرون، يوضح لنا كيف أن للعلاقات والأحداث التي تحدث في حياتنا تأثيرًا حقيقيًا، حتى وإن كان غير ملحوظ بشكل واضح.

 وبالبديهة فإن هذا ليس بالغريب أو المستبعد، يكفي فقط أن تكون واعيًا وستدرك ذلك الأمر. بالإضافة إلى ذلك يتناول هذا البحث العلمي قضايا أخرى، مثل طبيعة الحدث نفسه وماهية الأحداث التي تكون أكثر تأثيرًا من غيرها، والعوامل الأخرى التي تساعد في إبراز تغيير محدد على نحو مميز عن البقية.

وفي هذا التقرير، سنقدم ملخصًا مبسطًا لما ذُكر في البحث.

 أجرى (بوهلر) وزملاؤه تحليلًا طوليًا لأربع وأربعين دراسة مختلفة، بما في ذلك ما يزيد عن مائة وعشرين ألف مشارك، للتحقق من التغيرات المقابلة في الشخصية المرتبطة بالأحداث المتغيرة في الحياة. 

  (الشخصية: أنماط واسعة النطاق من الأفكار والمشاعر والسلوكيات، التي تميز الأفراد بالنهاية)

 يركز البحث بشكل أساسي على الهيكل ومعيارية السمات الشخصية، فهو يركز على الخمس سمات الكبرى في الشخصية باعتبارهم الأكثر ثباتًا بمجرد وصول الفرد لمرحلة البلوغ.

 وهذه السمات هي:- 

  • الانفتاح للخبرات الجديدة. 
  • الاستقرار العاطفي. 
  • الانطواء في مقابل الانبساط.
  • الوعي اليقظ (الضمير).
  • القبول.

 ويعتد البحث أيضًا (بالاعتداد بالذات واحترامها، والرضا العام عن الحياة) باعتبارهم خصائص سطح الشخصية، وبالتالي فهم أكثر ميلًا للتغيير، على أي حال فإن الدراسات الطولية قد أشارت إلى أن السمات الشخصية من الممكن أن تتغير، خاصة في مرحلة البلوغ الأولى، مما يؤدي فيما بعد إلى نضج أعمق.

 وهذه الدراسة تهدف لاستكشاف أثر الأحداث الحياتية العظمى على تغيرات الشخصية في مواجهة النظرة التقليدية لسمات الشخصية الثابتة.

  هل تشكل حقًا أحداث الحياة الشخصية؟

تغير الشخصية:  (مصطلح يشير إلى التغيرات التي تحدث للفرد في أفكاره وعواطفه وسلوكياته مع مرور الوقت)

 على عكس الاعتقاد السائد بثبات سمات الشخصية واستقرارها، يكشف لنا هذا البحث أن أحداث الحياة بإمكانها بالفعل أن تؤثر على الشخصية. وبالرغم ضآلة التأثير أو صغره بالنسبة للشخصية إلا أنها تكون متسقة، ومع وجود التغييرات في الأفكار والمشاعر والسلوك، فنحن بصدد نمو للشخصية، وتحول في شكلها لتصبح أنضج مما كانت من قبل، وهذا ضد فرضية أن الشخصية تظل ثابتة طوال فترة البلوغ.

الحب أم العمل: أيهما يملك الأثر الأكبر؟!

 (سيطرة الحب كقطب: يتجلى ذلك في العلاقات الرومانسية والزواج والانفصال في مقابل سيطرة العمل كقطب: سنرى هنا بصورة أوضح التحولات، مثل: التخرج والوظيفة الأولى والتقاعد) 

   في البحث رُكِّز أيضًا على ستة أحداث رئيسة تتعلق بالعلاقات: (الدخول في علاقة جديدة، الزواج، ولادة طفل، الانفصال، الطلاق، الترمل) 

 وتطرق الباحثون هنا للفصل بين نوعين من أحداث الحياة:-


الأولى: أحداث تستند إلى المكسب: 

وهى تجارب أو معالم إيجابية مهمة في الحياة، تؤدى إلى تغييرات أو إنجازات قيمة مثل: (التخرج من الكلية والحصول على الترقية والزواج وشراء منزل وبدء عمل تجارى ناجح والفوز بالجوائز وأن تصبح أحد الوالدين). وغالبًا ما تساهم هذه الأحداث في النمو الشخصي والسعادة والشعور بالإنجاز. 

 

الثانية: أحداث تستند إلى الخسارة:

  وهى الأحداث المميزة التي تستند إلى الخسارة أو الفقد لشيء ما ذو قيمة وأهمية للفرد، مما يجعلها ذات وقع سلبي. وقد تُشكل تحدٍ على نطاق المشاعر والمحسوسات، مما يجعل من المهم للفرد أن يتعلم مجاراتها والتوافق معها والتأقلم على التغير الحادث بسبب التجربة ذاتها، ومن أمثلتها: (موت المحبوب، الطلاق أو الانفصال في علاقة مميزة، فقدان الوظيفة أو البطالة، إعاقة جسمية أو مرض شديد، الإفلاس، الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير، وعلى هذه الشاكلة ).

من المهم دائمًا عند ذكر الأحداث التي تستند إلى الخسارة ذكر أنها تكون فريدة بالنسبة لكل فرد، وتشكل معناها الخاص بها لديه. فلا تستوى التجربة عند الجميع بمجرد حدوث نفس الظروف الحاكمة، فلكل منا الوقع النفسي الخاص به.

  ولذلك فإنه دائمًا من المفضل أن نتجه للدعم النفسي، وتعزيز المناعة النفسية لمواجهة مثل هذه المواقف، للتأقلم مع الظروف الجديدة الحادثة، وطلب الدعم من الأصدقاء والعائلة، أو التوجه مباشرةً للمختصين النفسيين كأفضل احتمال ليكون هو المساعد لاجتياز تلك المشاعر والتحديات العملية المرتبطة بالتجربة ذاتها.

 وفي الدراسة التي بين يدينا، ركز الباحث على تحليل تأثير قطب الحب وقطب العمل على الشخصية، والتغيرات التي تطرأ عليها بناءً على الأحداث في الحياة. ومن المثير للدهشة أن التأثيرات الحياتية التي ترتبط بقطب العمل كانت أكثر تأثيرًا. على الرغم من تصنيف أحداث الحياة مثل الزواج والانفصال كأحداث ذات تأثير كبير، إلا أن الأحداث المتعلقة بقطب العمل والتغيرات المختلفة التي تحدث في حياة الفرد هي التي تُشكل الشخصية بصورة ملحوظة.

 أهمية الوقت: كيف يؤثر توقيت أحداث الحياة على تغير الشخصية؟!

( الفارق الزمني time lag): (المدة بين حدوث حدث ما في الحياة وتأثيره على تغير الشخصية). 

 هذا الفارق الزمني هو بكل بساطة حينما أدركت أن ما أنت فيه الآن هو نتيجة للحدث الذى قد مر عليك من قبل. وقد يكون هذا الفارق ضئيلًا للغاية، وقد يكون مدة طويلة حقًا، فكل منا لديه الطرق التي قد تجعله يدرك أو لا يدرك مثل هذه الفوارق؛ فالإنسان ليس مجرد كيان ثابت وثابت الطباع، بل هو مجموعة من المكونات والآليات التي تتفاعل وتتحرك معًا طوال الوقت.

تتناول الدراسة أيضًا هذا الجانب بحثيًا، فقد فُحص دور الفارق الزمني في العلاقات بين أحداث الحياة وتغير الشخصية، ومن المثير حقًا للاهتمام أن هذا الفارق الزمني يؤثر بشكل بارز في تغيرات الشخصية التابعة لقطب الحب.

إحدى النتائج المتميزة في هذا البحث العلمي هي أن تأثير أحداث الحياة على الشخصية يمكن أن يختلف بناءً على توقيت حدوثها. عندما فُحِصت المتغيرات الأخرى، لم تُرصَد تأثيرات كبيرة، ولهذا السبب يُعد فهم توقيت وتسلسل أحداث الحياة أمرًا بالغ الأهمية في دراسة تغير الشخصية.

  هل تُحدث مجموعات المقارنة فرقًا؟!

  مجموعات المقارنة:  (هي عينات - مع أو بدون مجموعة -  تأخذ شكل المقارنة للتحقق من صحة نتائج البحث).

وللتأكد من صحة النتائج التي يصل إليها الباحث فعليه أن يقارن العينات المتاحة لديه مع مجموعات المقارنة بشكل متكرر، سواء كانت هذه المجموعات موجودة أو غير موجودة، للتحقق من صحة النتائج التي يتوصل إليها.

وما لفت الانتباه عند مقارنة العينات هو أن تقديرات تغير الشخصية كانت قابلة للمقارنة إلى حد كبير بين كلا الأنواع من العينات. وهذا يعني أن تأثيرات أحداث الحياة على تغيرات الشخصية قوية ومتسقة، بغض النظر عن وجود مجموعات المقارنة. وبالتالي، تؤكد هذه النتائج فهمنا لأن أحداث الحياة تؤثر بشكل حقيقي على تطور الشخصية.

ما الذي ينتظرنا بعد في الأبحاث المتعلقة بتغير الشخصية؟!!

  آليات تنمية الشخصية (mechanisms of personality development):  (هي العمليات والعوامل المتضمنة التي تدفع التغييرات في شخصية الفرد مع مرور الوقت) 

  في سياق التطور المستمر في مجال البحث العلمي، يستخدم الباحثون تصميمات متطورة وحساسة لاستكشاف آليات تغير الشخصية. وبالتالي، يعد هذا البحث التحليلي نقطة تحول في دراسة تغير الشخصية، مما يشجع الباحثين على التحرك خارج دراسة أحداث الحياة الفردية، ومن خلال اعتماد نهج شامل يمكن للدراسات المستقبلية أن تتعمق أكثر في فهم الآليات المعقدة التي تشكل تطور الشخصية. وبذلك توفر منظورًا أكثر دقة حول كيفية تأثير الحياة وأحداثها على هوياتنا. 

النتيجة:

  • وجدت الدراسات أن الدخول في علاقة جديدة يرتبط بتغيرات مشابهة في الحياة، وزيادة في رضا الفرد عن الحياة.
  •  يرتبط الدخول في علاقة جديدة أيضًا بزيادة في الضمير، والوعي اليقظ.
  • على الرغم من أن التأثيرات الأخرى كانت أقل بشكل عام، إلا أن الزواج يرتبط بزيادة في رضا الفرد عن الحياة وانخفاض في الانفتاح للتجارب الجديدة.
  • وجد أيضًا أن ولادة طفل جديد ترتبط بانخفاض الانبساطية، والمزاج الإيجابي.
  • بشكل مثير كان الانفصال مرتبطًا بزيادة في الرضا عن الحياة.
  •  في حين كان الطلاق أيضًا مرتبطًا بزيادة في الضمير الحي.
  • ولم تكن هناك تغيرات في الشخصية مرتبطة بشكل موثوق به في حالة أن تصبح إحداهن أرملة.

ومع ذلك بعد كل هذه الارتباطات، يرى الباحثون أن الأحداث المستندة على المكسب (الإيجابية) قد يكون لها الأفضلية في التأثير فقط على المدى القصير.

 وعلى النقيض، فإن الأحداث المستندة إلى الخسارة (السلبية) لديها الأفضلية للتأثير الأكبر، عندما تتكشف على المدى البعيد. 

-التغيرات التي تحدث في الشخصية ليست مقتصرة على الاستقرار، ولكنها قد تتأثر بالأحداث الكبرى في الحياة. 

-التحولات المتعلقة بالعمل لها أثر أكبر على تغير الشخصية عوضًا عن التغيرات الحادثة بسبب قطب الحب.

وإذ تمت دراسة توقيت الأحداث المختلفة في الحياة، فإن إدراج مجموعات المقارنة لم يقلل من قوة النتائج، بل دفعت هذه الدراسة الباحثين في هذا المجال نحو تصميمات أكثر تعقيدًا لكشف آليات تنمية الشخصية بصورة أوسع. فإدراك كيفية تشكيل أحداث الشخصية يمكن أن يعزز الوعي الذاتي ويوجه الأفراد في التعامل مع لحظات التحول التي تحدث في حياتهم.

بالإضافة إلى ذلك، يجب ذكر النقاط التالية:

  • معظم العينات من الدول الغربية (بما في ذلك العديد من الدول الأوربية واستراليا والولايات المتحدة).
  • عدد قليل جدًا من الدراسات شملت مشاركين من دول آسيوية، ولم تشمل أية دراسات مشاركين من أمريكا الجنوبية أو أفريقيا.
  • تم تحديد معظم المشاركين في هذه الدراسات على أنهم من البيض- الأوروبيين.
  • تشكل النساء حوالي ستين بالمائة من المشاركين في هذه الدراسات.

والآن بعد أن قرأت هذا التقرير أعتقد أن من حق نفسك عليك أن تجيبها على بعض الأسئلة، ليس بغرض المراجعة وحساب الذات، ولكن بغرض التقييم والمتابعة والفهم. إليك بعض هذه الأسئلة ولماذا هذه الأسئلة خاصة:-

1-كيف أثرت أحداث حياتي الأخيرة في أفكاري ومشاعري وسلوكياتي؟!

التفكير فيما قد تركت الأحداث المهمة الأخيرة في حياتك، وتأثيرها على شخصيتك سواء في أفكارك أو مشاعرك وسلوكياتك، يمكن أن يجعلك قادرًا على تكوين نظرة حول كيفية تشكيل شخصيتك، فكر في تجاربك الحديثة كيف غيرت وجهة نظرك أو استجابتك العاطفية أو تصرفاتك.

 

2-هل أتقبل النمو الشخصي والنضج خلال التحولات الحياتية؟!

 غالبا ما تعطى لنا أحداث حياتنا الكبرى فرصًا للنمو الشخصي وطريقا للنضوج، اسأل نفسك إن كنت تأخذ هذه الفرص والتحولات بفاعلية كمحفزات للتغيير الإيجابي وتحسين الذات.

 

3-هل هناك نمطًا متكررًا في كيفية استجابتي لأنواع معينة من أحداث الحياة؟

 تحديد نمط أو أكثر لردود أفعالك تجاه مواقف حياتية مختلفة بإمكانه أن يوفر وعيًا ذاتيًا قيمًا حقًا، فقط فكر إن كنت تميل إلى الاستجابة باستمرار لأنواع معينة من الأحداث، وفكر فيما إن كانت تلك الأنماط تتوافق مع الاتجاه الذى تريد لشخصيتك أن تتطور فيه.

 

4- كيف يؤثر توقيت الأحداث على تجربتي والتغيرات التي تليها؟!

 الهدف هو التعرف على دور التوقيت في  تأثير أحداث الحياة على تغيرات الشخصية، استكشف بداخلك كيف يؤثر التوقيت على ردود أفعالك العاطفية، واستراتيجيات المواجهة، وتكيفك العام. فقط بفهمك لدينامية التوقيت في التنقل بين الأحداث، وفترة استجابتك ستتمكن من تحقيق أقصى استفادة من هذه التحولات.

 

5- ما الدروس التي بإمكاني التعلم منها من الأحداث الماضية، وكيف تؤثر على شخصيتي ؟

 بالتفكير في الأحداث الماضية، وكيف أثرت على شخصيتك، والدروس المستفادة ونقاط القوة المكتسبة والتحديات التي تم التغلب عليها. بإمكان هذه العملية والتي هي الأقرب للتأمل الذاتي، أن ترى قدرتك على النمو، وقدرتك على التكيف، والمرونة.

 

6- هل أنا منفتح على طلب الدعم والتوجيه خلال أحداث الحياة الهامة؟

الاعتراف بأهمية طلب الدعم خلال أوقات التغيير أساسي لأى ناضج، حدد ما إن كنت مستعدًا لطلب التوجيه والمساعدة من الأفراد الموثوق بهم بالنسبة لك؛ فبإمكان هذا الدعم أن يوفر لك وجهات نظر قيمة، ومساعدة في التعامل مع تغيرات الشخصية المرتبطة بالتغيرات الحياتية.

 

7- كيف يمكنني إدارة أحداث حياتي المستقبلية بشكل استباقي، والتكيف معها بشكل استباقي أيضا؟

  إدراك أن أحداث الحياة لا مفر منها، وأنها ستؤثر عليك سلبًا وإيجابًا أمر مسلم به، فكر قبل حدوث الأمر كيف ستدير الموقف، وتتكيف معه إن حدث. ويشمل ذلك تطوير مرونتك ورعايتك الشخصية لذاتك وتنمية عقلية خاصة بك، لاحتضان التجارب والتحديات الجديدة.

Photo 5883958973814651987 Y

 

إن طرح هذه الأسئلة على نفسك، والاحتفاظ بها، والعودة إليها مرة أخرى كلما دارت الأحداث والمواقف، هو بمثابة تمرين دائم لك على التأمل في الذات والنمو الشخصي، بل وفهم أعمق لكيفية تشكيل الأحداث الحياتية لشخصيتك.
وتذكر دائمًا أن البحث عن الدعم المهني من المختص النفسي يمكن أن يوفر لك دعمًا قيمًا فارقًا في مجريات التنقل بين العمليات. 

 

 

التعليقات

أضف تعليقك

الكتاب

ايمي فان دويرتسن

ايمي فان دويرتسن

هي فيلسوفة وأخصائية في علم النفس الإرشادي ومعالجة نفسية وجودية. أسست مدرسة العل…

المترجم

مازن المريح

مازن المريح

مترجم مصري وباحث علم نفس. وله اهتمام خاص بعلم النفس الوجودي…

أوراق ودراسات ذات صلة

مشاهدة المزيد
دين الرأسمالية (لاهوت النقود)
  • بينيات

دين الرأسمالية (لاهوت النقود)

جسد الَّذين أنعم الله عليهم
  • بينيات

جسد الَّذين أنعم الله عليهم

يا علبة الصبر:  كيف تورث الأغنية حكمة الأيام؟!
  • لا هذا ولا ذاك

يا علبة الصبر: كيف تورث الأغنية حكمة الأيام؟!

فرانسوا توسكييز وثورة الطب النفسي
  • تخصصات

فرانسوا توسكييز وثورة الطب النفسي

ملفات تعريف الارتباط

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا وملفات تعريف الارتباط الخاصة بالجهات الخارجية حتى نتمكن من عرض هذا الموقع وفهم كيفية استخدامه بشكل أفضل ، بهدف تحسين الخدمات التي نقدمها. إذا واصلت التصفح ، فإننا نعتبر أنك قبلت ملفات تعريف الارتباط.